19 December, 2016

مستقبل المحطات النووية


شهد النصف الثاني من القرن العشرين إقامة عدد كبير من المحطات النووية على مستوى العالم- في فرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وسويسرا، وروسيا (التي كانت خلال هذه الفترة احدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق). ومازال العديد من هذه المحطات يعمل حتى اليوم لتوفر الطاقة الكهربائية والإضاءة والتدفئة للمنازل والشركات ومؤسسات الأعمال.  
إنّ المحطات النووية الحديثة، بالإضافة للتطبيقات التكنولوجية المتطورة في مجالي الفضاء والنانو تكنولوجي، تمثل قمة الفكر التكنولوجي الذي تعتمد عليه معظم الاكتشافات العلمية المتقدمة في هذا العصر. ومن الواضح أن نفس هذه التطبيقات والبرامج يتم استخدامها في المحطات النووية القائمة، بهدف رفع كفاءتها التشغيلية وزيادة مستوى الأمان والسلامة التشغيلي فيها. يقول البروفيسور/ جان فالينيوس- نائب المدير العام لقسم الفيزياء بالمعهد الملكي للتكنولوجيا بالسويد: "إنّ تحديث المحطات النووية أصبح اليوم من أهم التوجهات في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم. أما السبب الرئيسي في القيام بذلك فيتمثل في الصعوبات الهائلة في استبدال الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها في المحطات النووية، بمحطات تقليدية أخرى تتصف بزيادة الانبعاثات الكربونية، بما يضر بالبيئة"      
ومن الأمثلة المتميزة لهذه الأنشطة والمبادرات المبتكرة للتطوير، تنفيذ برامج تحديث المحطة النووية في مدينة كوزلودي البلغارية، والمحطة النووية في مدينة ميتسامور في أرمينيا. تُعد المحطة النووية في مدينة كوزلودي من المحطات النووية الفريدة من نوعها في بلغاريا، وهي المصدر الرئيسي للطاقة الكهربائية في البلاد. تقول تيمينوزكا بيتكوفا- وزيرة الطاقة البلغارية: "بفضل التنسيق الكبير بين محطة الطاقة النووية في كوزلودي والكونسورتيوم الذي يضم JSC روس أتوم للخدمات " Rosenergoatom Concern" وشركة الكهرباء الفرنسية والحكومة البلغارية، تمكنا بنجاح من تنفيذ أحد أهم أولوياتنا في قطاع الطاقة البلغاري، والمتمثل في تحديث وحدتي الطاقة رقم 5 و6 في المحطة النووية بمدينة كوزلودي. إنّ المحافظة على الطاقة التشغيلية للمحطة وزيادة كفاءتها سيضمن استقرار منظومة الطاقة البلغارية"           
وفي نوفمبر 2016، قامت لجنة من خبراء الطاقة النووية من الأرجنتين وبلغاريا وكندا والهند وأوكرانيا، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالانتهاء من تقييم الأمان التشغيلي لمحطة الطاقة النووية في مدينة ميتسامور الأرمينية على المدى الطويل، وجاء في تقرير اللجنة أن كافة معايير الأمان والسلامة الخاصة بالمحطة، بما في ذلك الأمان من الهزات الأرضية، يتوافق مع متطلبات ومعايير الأمان والسلامة التي تتمتع بها المحطات النووية العاملة على مستوى العالم.          
وقد اتفقت روس أتوم والحكومة الأرمينية ومجموعة من خبراء الطاقة النووية على التعاون في مشروع تحديث محطة الطاقة النووية في ميتسامور، حيث  يعمل هذا المشروع على إطالة العمر الإنتاجي للمحطة لمدة 10 سنوات قادمة حتى عام 2026. يتم تنفيذ المشروع تحت الإشراف المباشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيبدأ تنفيذه في 2017 ويستغرق 6 أشهر.  
=