المانحين يتعهدون بأكثر من 9 مليار دولار لدعم تحالف اللقاحات جافي للفترة الاستراتيجية 2026–2030
فتح تمويل إضافي بقيمة 4.5 مليار دولار من مؤسسات التمويل الإنمائي
شركات تصنيع اللقاحات تعلن عن توفيرات تصل إلى 200 مليون دولار
القطاع الخاص يلتزم بأكثر من 149 مليون دولار لدعم حملات التحصين
نقص التمويل قد يترك ملايين الأطفال بدون تطعيم ويهدد الأمن الصحي العالمي
بروكسل، 30 يونيو 2025 – خلال القمة العالمية التي جمعت أكثر من 55 من القادة العالميين تحت عنوان "الصحة والازدهار من خلال التطعيم"، والتي عقدت في بروكسل، أعلن قادة العالم عن التزامات مالية قوية لدعم تحالف اللقاحات جافي، في خطوة هامة نحو تأمين التمويل اللازم للفترة الاستراتيجية القادمة للتحالف (2026–2030) المعروفة باسم "جافي 6.0". وقد أسفرت القمة عن تعهدات تتجاوز 9 مليارات دولار أمريكي، من أصل هدف إجمالي قدره 11.9 مليار دولار، مع توقع التزامات إضافية في الأشهر المقبلة.
وشهدت القمة أيضًا الإعلان عن تمويل تكميلي بقيمة 4.5 مليار دولار من مؤسسات التمويل الإنمائي، وتوفير تخفيضات في التكاليف تصل إلى 200 مليون دولار من قبل شركات تصنيع اللقاحات، إلى جانب التزامات متعددة في مجالات الابتكار والإنتاج، لتعزيز الوصول العادل إلى اللقاحات الأساسية، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. كما تم إطلاق صندوق جديد لتوسيع نطاق الابتكار بقيمة 40 مليون دولار من القطاع الخاص.
تهدف هذه الجهود المشتركة إلى تمكين تحالف اللقاحات جافي من حماية 500 مليون طفل من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ومنع ما بين 8 إلى 9 ملايين حالة وفاة، والحد من تفشي أوبئة مثل الكوليرا، الإيبولا، ومرض "إمبوكس"، فضلًا عن تحقيق فوائد اقتصادية تُقدر بـ 100 مليار دولار للدول المدعومة.
شارك في القمة ممثلون عن 55 دولة مانحة ومنفذة، من بينها 10 رؤساء دول وحكومات، و24 وزيرًا، بالإضافة إلى قادة من مؤسسات متعددة الأطراف، ومنظمات المجتمع المدني، وشركات القطاع الخاص، وصناعة اللقاحات. وقد شارك في استضافة القمة كل من الاتحاد الأوروبي، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتحالف اللقاحات جافي بالتعاون مع منظمة غلوبال سيتزن.
وأعلنت مؤسسة غيتس عن التزام بقيمة 1.6 مليار دولار، مؤكدة شراكتها المستمرة مع تحالف اللقاحات جافي لضمان بقاء الأطفال على قيد الحياة. كما تعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم 360 مليون يورو، ضمن التزام جماعي من "فريق أوروبا" – الذي يضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي – بقيمة أكثر من 2 مليار يورو، مما يجعل أوروبا أكبر مانح لتحالف اللقاحات جافي حتى الآن.
ومن جهتها، أعلنت بنك الاستثمار الأوروبي عن تمديد مرفق السيولة بقيمة 1 مليار يورو، لدعم الدول المانحة في الوفاء بتعهداتها، كما قدم فريق أوروبا ما يقارب 800 مليون يورو لدعم مسرّع تصنيع اللقاحات الأفريقي (AVMA)، الذي يهدف إلى تعزيز السيادة اللقاحية في القارة الإفريقية.
التزامات الشركات المصنعة للقاحات:
أعلنت شركات مثل Bharat Biotech وGSK وSerum Institute of India عن تخفيضات كبيرة في أسعار لقاحات الملاريا، والروتا، والمكورات الرئوية، مما يوفر ما يصل إلى 200 مليون دولار من التكاليف على برامج تحالف اللقاحات جافي حتى عام 2030. وأكدت هذه الشركات التزامها بزيادة الإنتاج وتحسين إمكانية الوصول، لا سيما في المناطق ذات البنية التحتية المحدودة.
دعم متزايد من الدول المنفذة:
أعربت الدول المنفذة لبرامج تحالف اللقاحات جافي عن التزام غير مسبوق بنموذج التمويل المشترك المستدام، حيث من المتوقع أن تستثمر هذه الدول أكثر من 4 مليارات دولار في برامج التحصين على مدى السنوات الخمس المقبلة. وشهدت القمة تعهدات من دول كانت في السابق مدعومة من تحالف اللقاحات جافي، مثل الهند، إندونيسيا، رواندا، أوغندا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، مما يعكس قوة الشراكة وثقة هذه الدول في نموذج تحالف اللقاحات جافي.
دعوة للعمل:
وجه القادة المشاركون في القمة نداءً واضحًا إلى الدول والجهات المانحة التي لم تعلن التزاماتها بعد، بضرورة التحرك بسرعة لسد الفجوة المتبقية. وحذروا من أن عدم توفير التمويل الكامل لتحالف اللقاحات جافي ستكون له عواقب وخيمة على صحة الأطفال والأمن الصحي العالمي على حد سواء.
أصوات من القمة:
قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية:
"استثمارنا في الصحة هو استثمار في مستقبلنا المشترك. لقد أنقذنا ملايين الأرواح من خلال شراكتنا مع تحالف اللقاحات جافي، لكن لا يزال هناك ملايين الأطفال بحاجة إلى الحماية. فريق أوروبا ملتزم بمواصلة هذه المهمة."
أما خوسيه مانويل باروسو، رئيس مجلس إدارة تحالف اللقاحات جافي:
"اليوم هو يوم جيد للتحصين ويوم جيد للصحة العالمية. لقد أحرزنا تقدماً كبيراً نحو تمويل كامل للفترة الاستراتيجية القادمة، وحصلنا على وصول حيوي للتمويل من أجل الاستثمار في نظم الصحة، ورأينا تقدماً مهماً سيشكل أسواق اللقاحات ويحدث ثورة في إيصال اللقاحات حتى النقطة الأخيرة. أود أن أشكر جميع مانحينا وشركائنا الذين تقدموا بالتعهدات لضمان نجاح فترة جافي 2026–2030."
وقالت سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة، مملكة البحرين: "لقد أكدت القمة العالمية على القوة التحويلية للتضامن الدولي في تعزيز الوصول العادل إلى التحصين باعتباره حجر الزاوية للصحة والاستقرار والتنمية المستدامة. وتقف مملكة البحرين جنباً إلى جنب مع شركائها في تجديد تطلعنا المشترك لعالم يتمكن فيه كل فرد من الاستفادة من اللقاحات التي تنقذ الأرواح والفرص التي توفرها لمستقبل أكثر صحة ومرونة."
وقالت الدكتورة سانيا نشتار، الرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات جافي:
"لقد تأثرت كثيراً بالدعم الذي أبداه الجميع تجاهنا اليوم. مع دخول تحالف اللقاحات جافي فترة استراتيجية جديدة، وهي فترة ستشهد تغييرات جذرية في طريقة دعمنا للدول وتعاوننا مع شركائنا في المرحلة الأخيرة، يمكننا القيام بذلك بثقة لأننا لا نعتمد فقط على مانحينا، بل على القطاع الخاص، وجميع الأطراف المعنية في بناء مستقبل صحي وأكثر ازدهاراً."
وقال بيل غيتس، رئيس مؤسسة غيتس: "في ظل ميزانيات محدودة، علينا أن نركز على الاستثمارات الأكثر تأثيراً. وتحالف اللقاحات جافي من أفضل الاستثمارات التي يمكن أن تقوم بها الدول اليوم من أجل مستقبل أكثر صحة وأمانًا."