من خلال جلسة عصف ذهني نظمتها " التربية " و"مجلس الشارقة للتعليم"
- دعوة لتفعيل مشروع مكتبتي العربية وتنظيم حملات منظمة لتعزيز القراءة
- أمل الكوس : نستهدف تعزيز مهارة القراءة لدى الطالب وربطها بمهارات القرن 21
[ الامارات، 2 فبراير، 2015 ] - أوصى المشاركون في جلسة العصف الذهني للقراءة بتفعيل مشروع مكتبتي العربية في المدارس لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتعميمها على مدارس الدولة كافة، كما أوصوا بضرورة تكاتف جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية وشؤون اللغة العربية، وراء وزارة التربية والتعليم، ودعم جهود الوزارة في مبادراتها التطويرية، ولاسيما المتعلقة باللغة العربية ومناهجها ومقرراتها وطرائق تدريسها، وأكدوا أن ما تتبناه التربية من برامج ومشروعات وتوجهات لإعلاء شأن اللغة العربية يحتاج تضافر الجميع .
وأكد المشاركون في توصياتهم على ضرورة تنفيذ حملة قرائية في المدارس وفق شعار متجدد ويخدم المناشط المدرسية وذلك باستثمار المناسبات المختلفة وتقييم قراءات الطلاب المتنوعة، و إعداد سجل قرائي منزلي بمتابعة ولي الأمر في البيت وذلك بإحصاء الكتب التي قرأها الابن أسبوعيًا أو شهريًا مع تحفيز مستمر، واجراء دراسات ميدانية علمية عن الميول القرائية وتوجهات القراء واهتماماتهم ورضاهم عما ينشر ويكتب لتوفير المناخ القرائي السليم لكافة الفئات ومخاطبة المؤسسات المعنية بتمويل هذه الدراسات بما يعود بالفائدة على الناشر والكاتب والقارئ.
كما أوصوا بأهمية تعميق الشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي بما يدفع نحو تعزيز القراءة لدى الناشئة، ومساهمة المجتمع في توفير المواد القرائية المناسبة لميول القارئين و اهتماماتهم وفق المستويات العمرية.
وكانت وزارة التربية والتعليم وبالتعاون المثمر مع مجلس الشارقة للتعليم، قد نظمت صباح أمس في الشارقة جلسة عصف ذهني بحضور سعادة أمل الكوس وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للأنشطة والبيئة المدرسية وسعادة سعيد الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعائشة سيف أمين عام المجلس، وعدد كبير من ممثلي شركاء الوزارة الاستراتيجيين في المؤسسات والهيئات المعنية بشؤون لغتنا العربية، كما شارك مجموعة من التربويين والمتخصصين ومعلمي ومعلمات لغتنا الأم، والطلبة الذين مثلوا مختلف المناطق التعليمية .
حريصون على تأصيل لغتنا
وأكدت سعادة أمل الكوس في كلمتها الافتتاحية للجلسة أن بحضور نخبة من المسؤولين والمتخصصين والخبرات التربوية في وزارة التربية والتعليم والمؤسسات والهيئات المعنية من شركاء الوزارة الاستراتيجيين، تؤكد على عمق الأهداف التي انطلقت الجلسة من أجلها، ولاسيما تطوير نتائج الاختبارات الدولية للطلبة في القراءة والكتابة، و تعزيز مهارة القراءة لدى الطالب وربطها بمهارات القرن 21، و الخروج بآلية عمل تدعم تطوير المناهج والأنشطة المتنوعة، وبناء شراكات مجتمعية تعزز القراءة ، وتساعد في توسيع نطاق المعرفة، ضمن المنظومة الشاملة للتطوير التي تعمل عليها الوزارة، والتي تستند في أساسها إلى الاستماع لرأي الطالب، الذي يعد محور العملية التعليمية وهدف التطوير .
وأكدت سعادتها أن صون لغتنا وتنشئة أبناء الدولة وبناتها على قيمها وأصولها هو أحد أهم الأهداف، التي تعمل الوزارة على تحقيقه من خلال المناهج الحديثة والأنشطة التربوية المتطورة .
وأضافت سعادة أمل الكوس قائلة : إن وزارة التربية وهي تحرص على تأصيل لغتنا العربية وآدابها وبلاغتها في مدارسنا ولدى طلبتنا، فإنها على يقين في أن جميع الأطراف المعنية والمتخصصة في شأن لغتنا على قدر المستوى نفسه من الحرص والاهتمام، وهو ما يدعونا لبناء شراكات قوية مع المؤسسات والهيئات ذات العلاقة، ولاسيما أن مؤسساتنا الوطنية المعنية لديها من الكفاءات المميزة التي تشكل بخبرتها إضافة مهمة لما يزخر به الميدان التربوي ومدارسنا من عناصر تربوية متخصصة ، تتفانى من أجل رفعة لغتنا، وفي سبيل تمكين طلبتنا من مهاراتها .
القضية الأكثر تفاعلاً
و أضاف سعادة سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم مؤكداً أن القراءة ستبقى هي القضية المهمة والأكثر تفاعلاً في المجتمع المدرسي، لكونها إحدى المهارات الأساسية للغة العربية، وهي البداية الصحيحة للطلبة للنهل من العلوم والمعارف .
وأشار إلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها الوزارة ومبادراتها المتواصلة لحماية اللغة العربية والحفاظ على مكانتها، فيما أوضح أن مجلس الشارقة للتعليم يدعم مثل هذه المبادرات وغيرها من البرامج التطويرية التي تتبناها الوزارة من أجل توفير أفضل فرص التعليم لأبناء الدولة .
وثمن سعادته حضور طلبة المدارس ومشاركتهم في جلسة العصف الذهني، قائلاً إن الطلب هو المستهدف من عمليات التطوير، وأن اهتمام الوزارة بمشاركته ورأيه ووجهة نظره، يعد توجهاً من جانبها مميزاً، ومساراً مهماً لتحقيق أهداف التطوير على الوجه المطلوب .
بدأت الجلسة بعرض علمي مميز قدمته الدكتورة سناء طيبي الخبيرة التربوية في الوزارة، من خلال ورقة العمل التي جاءت بعنوان ( القراءة علم وفن )، حيث استعرضت مجموعة من التجارب العالمية المعززة للغة، ومدى الاستفادة من الوسائل الحديثة في دعم مهارة القراءة لدى طلبة المدارس في سن مبكرة ، مع التركيز على سيكولوجية الطفل على وجه التحديد، واعتماد البناء الصوتي للغة والتمكين الكتابي ، كوسيلة لرفع حصيلة الطالب اللغوية ( قراءة وكتابة وتواصلاً ).
القواعد السليمة
وأكدت الدكتورة سناء طيبي على أهمية تمكين الطلبة من قواعد القراءة السليمة، وإثراء معارفهم بلغتهم بطرائق أكثر تشويقاً، تعتمد في أساسها على حفز الطالب منذ مرحلة الرياض، على التفكير والتحليل وبناء الكلمات وصياغتها في جمل وعبارات بسيطة، لافتة إلى أن البيئة التعليمية في مدارسنا قابلة لتطبيق مبادرات مبتكرة على هذا الصعيد .
وأكدت أنه بالإضافة إلى أهمية الوعي الصوتي لتدريس القراءة و اللغة العربية، إلا أن الوعي الصرفي يشكل أهمية ومحوراً أساسياً في تدريس القراءة واللغة العربية، وعلى سبيل المثال، تحتوى اللغة العربية على أكثر من 5 آلاف جذر وهذا بحد ذاته يشكل ثروة هائلة في اشتقاق الكلمات، كما أن إخراج الكتاب وطباعته له خصائص مؤثرة في التحصيل من حيث حجم الخط والمسافات بين الكلمات والأسطر وخصوصاً في مراحل تأسيس القراءة الأولى، على أن يكون ذلك على أسس علمية .
#نقرأ_معاً
وكانت جلسة العصف الذهني للقراءة قد انطلقت تحت شعار " معاً من أجل جيل يقرأ " وبوسم خاص #نقرأ_معاً، وهي تمثل حلقة من سلسلة ممتدة لمجموعة مبادرات رصدتها الوزارة ضمن الحملة الوطنية للقراءة التي كان قد أطلقها معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم بدايات العام الدراسي الجاري، والتي اتسع نطاق تفاعلها ونجاحها بشكل لافت في أوساط الطلبة وأولياء الأمور والمدارس الحكومية والخاصة معاً ، ما يؤكد لنا جميعاً أن طلبة مدارسنا على درجة عالية من الوعي بأهمية ما نقوم به من أجل مصلحتهم ومستقبل لغتنا ، وهذا مؤشر إضافي يطمئننا ويكفل نجاح أية مبادرات مماثلة، كما يؤكد وصولنا للأهداف المرجوة من العصف الذهني اليوم .
الطلبة يتفاعلون
وخلال الجلسات التي تفاعل فيها الحضور، ظهر مستوى الإدراك الرفيع لطلبة المدارس المشاركين في الجلسة، حيث أبدوا اهتماماً كبيراً باللغة العربية، وأعربوا عن سعادتهم وتقديرهم لدعوة الوزارة لهم للمشاركة وحرصها على أن تستمع إلى رأي الطالب في أمور التطوير، ولاسيما التي تخص منهج اللغة العربية. وذكروا في الوقت نفسه أنهم استفادوا من المشاركة والمناقشات المفتوحة التي دارت بينهم وبين المسؤولين والمتخصصين، وأنهم سينقلوا تجربة حضورهم جلسة العصف الذهني لزملائهم في المدارس، لتعميم الاستفادة، والتأكيد على أن الطالب هو الحاضر في فكر الوزارة وهو هدفها وأن مصلحته تمثل أولوية لدى التربية .
