21 November, 2018

استثمارات "ومضة كابيتال" في "عقارماب" و "كراود أنالايزر" تعزز من مقومات الثقة لدى الشركات التقنية الناشئة في مصر




تعتبر استثمارات "ومضة كابيتال" مؤخراً في اثنتين من الشركات التقنية الناشئة في مصر - "عقارماب" (Aqarmap) و "كراود أنالايزر" (Crowd Analyzer) - بمثابة حافز كبير يعزّز من مقومات الثقة لدى رواد الأعمال الآخرين في البلاد والمستثمرين من الخارج. ومع نجاح الشركات الناشئة في مصر في تأمين استثمارات أكبر وخلال مراحل لاحقة من أعمالها في العام 2018، يقول "صندوق رأس المال المخاطر" إن الإمكانات المستقبلية في الدولة الأكثر سكاناً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبدو واعدة للغاية. 

أصبحت "ومضة كابيتال" في وقت سابق من هذا العام، واحدة من ثلاثة مستثمرين من نوع "سيريس A" في شركة "عقارماب"، وهي عبارة عن سوق إلكترونية للعقارات في مصر ساهمت في بيع أكثر من 15,000 عقار في العام 2017. كما شاركت "ومضة كابيتال" في جولة تمويل بقيمة 1.1 مليون دولار أميركي لشركة "كراود أنالايزر" - وهي منصة عربية لتحليل محتوى مواقع التواصل الاجتماعي تأسست ونمت في مصر في العام 2013، ويقع مقرها الرئيسي في دبي.

تعليقاً على الإمكانات الاستثمارية في مصر، يقول خالد التلهوني، الشريك الإداري في "ومضة كابيتال": "إن استثمارنا الثنائي في "عقارماب" و "كراود أنالايزر" يعكس مدى قناعتنا بالإمكانات والفرص الهائلة في السوق المصرية، وما تزخر به من مواهب ريادية. وتقوم "عقارماب" في المقام الأول بخدمة الاقتصاد المحلي، في حين تعد "كراود أنالايزر" شركة إقليمية متنامية نشأت ونمت من مصر".

ويضيف: "لقد تحسّنت البيئة الكلية للأعمال في مصر بشكل ملحوظ على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، مما أدى إلى زيادة النمو في البيئة الحاضنة للأعمال الناشئة كما يتضح من عدد الشركات التي استكملت جولات كبيرة للتمويل خلال الأشهر القليلة الماضية. ونشهد بالتأكيد طفرة في الإمكانات المستقبلية، ونحرص بدورنا على الاندماج والمشاركة بصورة فعّالة في البيئة الحاضنة المصرية، والاستثمار فيها بشكل أكبر".

ووفقاً لبيانات Seedstars Insights، شهد النصف الأول من 2018 إتمام 13 صفقة في مصر، بما في ذلك استحواذ سامسونج على محرك البحث والمعرفة للشركات الناشئة Kngine. ومع إجمالي 10 استثمارات تم الإفصاح عنها بقيمة 17.8 مليون دولار أميركي، شهد النصف الأول من 2018 زيادة في التمويل بنسبة 21.4 في المائة مقارنة بإجمالي 14.66 مليون دولار أميركي في 2017.

تأسست "عقارماب" في العام 2011، وتعتبر الآن السوق العقارية الرائدة في مصر والمملكة العربية السعودية، وقد تمكّنت من التغلب على العديد من العقبات لتحقق النجاح في السوق المصرية، والتوسع على مستوى المنطقة. 

يقول عماد المسعودي، الرئيس التنفيذي ومؤسس "عقارماب": "هناك إمكانات هائلة في السوق المصرية - فمع أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي قد يكون واحداً من أدنى المعدلات في المنطقة، إلا أن الحجم الكبير للسوق يتخطّى هذه المعضلة. وبالنسبة إلى أولئك الذين يبحثون عن التمويل، يعتمد الأمر على المرحلة التي تمر فيها الشركة؛ وحتى إن كانت في مرحلة ما قبل التأسيس أو في خضمّها، فهناك الكثير من الخيارات. أما الشركات التي تبحث عن الاستثمار من نوع "سيريس A"، فإن الخيارات محدودة للغاية، إذ لا يزال المستثمرون الإقليميون مترددين بشأن الاستثمار في الشركات الناشئة المصرية ما لم تقم بابتكار منتجات يمكن بيعها خارج مصر. وتحتاج الشركات الناشئة في هذه المرحلة إلى التركيز على بناء شركة قوية تحقق العوائد لمساعدتها على تغطية احتياجاتها المالية الأساسية أثناء البحث عن التمويل". 

تبذل الحكومة المصرية جهوداً كبيرة وتسخّر الموارد المتاحة لإنشاء بيئة ديناميكية مواتية لرواد الأعمال والمستثمرين على حد سواء. وقد تم إنجاز الكثير من العمل على مدى السنوات القليلة الماضية لتحسين قوانين الاستثمار، وقوانين الإفلاس، وكذلك قوانين الشركات التي تسهل عمل صناديق رأس المال المخاطر في البلاد. وخصصت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي (MIIC) أموالاً للاستثمار في الشركات الناشئة من خلال مبادرة "فكرتك شركتك"، وهي مبادرة على مستوى الدولة لدعم رواد الأعمال وأفكارهم، وأيضاً عبر صندوقها الاستثماري Egypt Ventures. وقد ساهمت هذه الجهود بدورها في دعم البرامج المحلية لتسريع الأعمال. 

ويضيف التلهوني: "على الرغم من وجود مستوى عالٍ من النشاط في البيئة التقنية الحاضنة لمصر في الآونة الأخيرة، لا تزال هناك فجوة في التمويل المتاح لرواد الأعمال في شتى المجالات. لكننا متفائلون بأن المبادرات الحكومية والصناديق التي تم الإعلان عنها وتم إطلاقها ستساعد على دفع البيئة الحاضنة إلى الأمام، ومعالجة بعض التحديات الفريدة التي تواجه رواد الأعمال المصريين".

وعلى الرغم من زيادة الاستثمارات في الشركات الناشئة المصرية في مراحلها المبكرة، لا يزال هناك نقص في الاستثمارات في المراحل اللاحقة. وهناك تحدٍ كبير آخر يواجه الشركات المحلية الناشئة وهو هجرة العقول. وتخسر مصر قدراً كبيراً من المواهب الرفيعة وذات الخبرة، والتي تستقطبها الشركات العالمية بشكل متزايد. وتتنافس الشركات المحلية الآن مع الشركات الدولية للحصول على المواهب الجيدة وذات الخبرة.

كانت "كراود أنالايزر" واحدة من الشركات الناشئة المصرية العديدة التي استخدمت مصر بنجاح كمنصة انطلاق وقاعدة لتطورها التكنولوجي. لكن التوسع الإقليمي دفع الشركة إلى نقل مقرها إلى دبي. وكما أوضح أحمد سعد، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "كراود أنالايزر"، فإن عدد السكان الكبير في مصر يوجه عقلية رواد الأعمال لخدمة المستهلك النهائي مثل شركة "كريم" (Careem) و "سويڤل" (SWVL)، حيث تشكّل القوة الشرائية نتيجة مباشرة للحجم الكبير للمعاملات. ويتسبّب ذلك في أن تكون السوق صعبة بالنسبة إلى الشركات التجارية التي تقدم خدماتها لقطاعات الأعمال، لأن الشركات في مصر تخصّص ميزانية صغيرة للخدمات التقنية.



يفسّر سعد الذي تقدم شركته خدماتها الآن في سوق الإمارات، السبب الذي تحتاج فيه مصر إلى بذل المزيد لدعم الشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية لكي تدخل مرحلة التوسع والنمو. ويقول: "واجه الاقتصاد المصري تحديات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية. لقد شهدنا انخفاض قيمة العملة، وتقليص مخصصات دعم النفط والغاز. من السهل بدء نشاط تجاري، والحفاظ على استمراريته، لكن من الصعب أن تنتقل بشركتك نحو التوسع والنمو. أظن أن مصر لديها مشكلة مع هذه المرحلة بحد ذاتها. نحن بحاجة إلى تشجيع السوق على تقدير الشركات الناشئة والوثوق بها. واعتقد أن ريادة الأعمال هي إحدى المجالات الرئيسية التي توفر سبيلاً لتحسين اقتصاد البلد".
=