07 June, 2016

كفاءة الرعاية الصحية في دبي تتطلب المزيد من التحفيز والتقييم


كلية لندن لإدارة الأعمال تكشف أسباب اختلال التوازن بين العرض والطلب في قطاع الرعاية الصحية في الإمارة



دبي، الإمارات العربية المتحدة – 07 يونيو 2016: أشار نيكوس سافا، البروفيسور المساعد في العلوم والعمليات الإدارية لدى كلية لندن لإدارة الأعمال، إلى أن أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ثغرات في أسواق الرعاية الطبية في إمارة دبي تتمثل في المحفزات المالية التي هي ليست سوى جزء من السبب في وفرة المعروض من المواد والمستلزمات والموارد لهذا القطاع.

وينتج عن المحفزات المالية هذه الكثير من العادات التي يتنج عنها سلوكيات مختلفة، التي بدورها تنعكس على زيادة الوصفات الطبية للأدوية وغيرها من العمليات الطبية غير الضرورية في بعض الأحيان.

ومن وجهة نظر البروفيسور المساعد سافا، أنه من الخطأ إلقاء اللوم على الأفراد أو حتى فئة من الأفراد كالأطباء في دبي على نظامها الصحي، حيث يؤمن أنه يمكن مواجهة الثغرات في حال تم اعتماد أنظمة عالمية ناجحة كـ"النظام الصحي الوطني البريطاني –NHS" أو نظام كايزر الأمريكي واللذان يقومان على تقديم محفزات مالية للأطباء والموظفين، إلا أن البروفيسور يشير إلى أن بعض الأنظمة التي لا تتبع نفس هذا الأسلوب قد لا تكترث بتقديم أفضل رعاية طبية ممكنة لمرضاهم.

ومن أكثر الأمور التي تدعو للقلق في دبي، هي التفاوت بين نسبة وفرة الأسّرة بين المؤسسات الطبية التي تقدم رعاية طبية فاخرة والمؤسسات التي تستهدف ذوي الدخل المنخفض التي تشهد ازدحاماً لافتاً، وهذا يشير مرة أخرى لوجود احتكاك في السوق، حيث أن هذه المؤسسات الشعبية ليست مربحة بما فيه الكفاية لجذب انتباه المستثمرين.

وتكمن المشكلة الرئيسية لاحتكاك السوق وفقاً للدكتور سافا، في عدم التوازن بين العرض والطلب والذي هو أمراً مألوفاً بطبيعة الأحوال، ولكن النقاش الحالي هو كيفية تحسين الكفاءة في تقديم الرعاية الصحية في دبي، ويحذر أنها ليست قضية يمكن علاجها بسهولة.

وفي هذا السياق يقول الدكتور سافا: "يمكن تحسين كفاءة عمل مؤسسات الرعاية الطبية في دبي من خلال زيادة قيمة الخدمات المقدمة من دون رفع التكاليف أو تخفيضها على المرضى مع المحافظة على نفس مستوى الخدمات.

وبينما من الصعب قياس القيمة المقدمة على المستوى الفردي، فإنه من السهل القيام باحتساب القيم بشكل إجمالي وعلى مر الزمن. ويعتبر المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية (NICE) في المملكة المتحدة مثالاً جيداً لذلك  حيث تقوم المؤسسة على تقييم ومقارنة الخدمات المختلفة التي تقدمها العيادات على مستوى الأصول الطبية والفعالية مقارنة بالتكلفة.

وخلافاً لتصور الأغلبية، ليس من السهل قياس التكاليف، حيث لا يمكن احتساب إجراء عملية جراحية كبيرة وقياس التكلفة الدقيقة لكل مرحلة من مراحل العملية على حدى، بل الحصول على تكلفة كلية شاملة. وفي الواقع تعتمد أغلب المستشفيات على نظام التعويض بعد الدفع.

وبعد أن يتم قياس التكاليف، ينبغي تحفيز الكفاءة. ولتحقيق ذلك فقد اتُخذ منحى تقديم الحوافز لتخفيض التكاليف بينما تتم مراقبة نوعية الخدمات المقدمة لضمان عدم المساومة فيها. فعلى سبيل المثال يتم تعويض المستشفيات في الدول المتقدمة باحتساب متوسط التكلفة لكل فوج من المرضى بالمقارنة مع مستشفيات أخرى.

كما يوجد توجه أكثر حداثة لضبط توفير المحفزات المالية والحصول على نتائج أفضل، من خلال توفير تعويضات أكثر للمستشفيات التي تحقق معدلات إعادة زيارة أقل أو رضا أكثر للمرضى بالمقارنة مع المعدل الوطني. ويمكن تحسينها بشكل أكبر من وجهة نظر الدكتور سافا، من خلال إضافة تدابير عملية تقدم خدمات غير ملموسة للمرضى كوقت الانتظار عند الدفع، ومشاركة الأطباء والإداريين في تحسين العمليات التشغيلية، يسهم في زيادة هذه المحفزات.
=