17 June, 2025

مستشفى سان رافاييلي: أول دراسة حالة في العالم تُظهر فاعلية التحفيز العصبي للحبل الشوكي لدى مريضٍ بالشلل السفلي نتيجةَ إصابة حادة في المخروط النخاعي

The 33 years old implanted patient


تم نشر الدراسة في مجلة Med التابعة لـ Cell Press، وأعدّها أطباء وباحثون من مختبر MINE، وهي توثِّق استعادة القدرة على المشي بفضل التحفيز الكهربائي فوق الجافية لدى مريض مصاب بالشلل السُفلي نتيجةَ إصابةٍ في الحبل الشوكي على مستوى الفقرات T11–T12. تُعدّ هذه الأنواع من الإصابات مسؤولة عن أكثر من 50% من إصابات الحبل الشوكي.

ميلان، 17 يونيو 2025 /PRNewswire/ -- نُشرت دراسة حالة سريرية في مجلة Med التابعة لـ Cell Press أعدّها الفريق متعدد التخصصات في مختبر MINE – ويضم الفريق أطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي وباحثين من مستشفى سان رافاييلي وجامعة فيتا-سالوت سان رافاييلي، بالتعاون مع مهندسين بيولوجيين من المدرسة العليا سانت آنا في مدينة بيزا بقيادة البروفيسور Silvestro Micera – تصف التعافي الملحوظ لرجل يبلغ من العمر 33 عامًا أُصيب بإصابة رضحية في الحبل الشوكي على مستوى الفقرات T11–T12 امتدت إلى المخروط النخاعي. تسببت الإصابة في ضعف حركي شديد نتيجة تلفٍ في كلٍ من الجهاز العصبي المركزي والطرفي. بعد زراعة جهاز تحفيز عصبي في الحبل الشوكي فوق الجافية جراحيًا، طَبَّق الفريق بروتوكولات محددة للتحفيز وإعادة التأهيل، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في قوة العضلات، والحركة، والتحكم الحركي لدى المريض.

هذا البحث يأتي استكمالًا لمسار بدأ في عام 2023 بزراعة أول جهاز تحفيز عصبي في الحبل الشوكي، على يد فريق جراحة الأعصاب في مستشفى سان رافاييلي (IRCCS Ospedale San Raffaele) بقيادة البروفيسور Pietro Mortini، رئيس قسم جراحة الأعصاب وأستاذ جراحة الأعصاب في جامعة فيتا-سالوت سان رافاييلي. ثم استُكمِلَ المسار مع نشر أول نتائج سريرية في مجلة Science Translational Medicine عام 2025، والتي شملت مريضين أُجريت لهما الزراعة، وأظهرت فعالية بروتوكول التحفيز الكهربائي فوق الجافية (EES) في علاج إصابات الحبل الشوكي.

قال الدكتور Luigi Albano، جراح الأعصاب والباحث في مستشفى سان رافاييلي والمؤلف الأول للدراسة: "من خلال هذه الدراسة السريرية، أظهرنا لأول مرة فعالية التحفيز الكهربائي فوق الجافية (EES) مع إعادة التأهيل في استعادة الوظائف الحركية للأطراف السفلية لدى مريضٍ مصابٍ بشلل سُفلي نتيجةَ إصابةٍ شديدةٍ في المخروط النخاعي - الجزء النهائي من الحبل الشوكي - مما مكّنه من الوقوف والمشي لمسافات قصيرة". "إلى جانب استعادة الحركة، أدى التحفيز أيضًا إلى تحسّن سريري كبير في آلام الأعصاب وجودة حياة المريض بشكل عام".

وأضاف البروفيسور Pietro Mortini أن "نتائج هذه الدراسة تقدم أملًا جديدًا للمرضى المصابين بإصابات شديدة في الحبل الشوكي والذين عانوا من فترات طويلة من عدم الحركة، حيث أصبح التعافي الذي كان يُعتبر مستحيلًا في السابق ممكنًا من خلال دمج التحفيز العصبي المتقدم مع إعادة التأهيل المُصممة حسب الحالة".

نبذة عن إصابات المخروط النخاعي

المخروط النخاعي هو الجزء النهائي من الحبل الشوكي، والذي يقع عادة بين الفقرة القطنية الأولى والثانية (L1–L2). في هذه المنطقة، يندمج الجهاز العصبي المركزي مع الجهاز العصبي الطرفي وظيفيًا، مما يعني أن الإصابات قد تُضعف الوظائف الحركية والحسية في الأطراف السفلية، وكذلك التحكم الذاتي في الوظائف الحيوية مثل التبول، والتبرز، والنشاط الجنسي. وغالبًا ما تنجم إصابات المخروط النخاعي عن حوادث السيارات أو السقوط أو الصدمات العنيفة، وتمثل أكثر من 50% من إصابات الحبل الشوكي التي تشمل نقطة التقاء الحبل الشوكي بجذور الأعصاب الطرفية.

دراسة الحالة

موضوع الدراسة هو رجل يبلغ من العمر 33 عامًا تعرّض لإصابة شديدة في الحبل الشوكي على مستوى الفقرات الصدرية السفلية (T11–T12) قبل أربع سنوات، مما أدى إلى شلل في الأطراف السفلية. وعلى الرغم من تصنيف الإصابة على أنها "غير مكتملة" (الدرجة C وفقًا لتصنيف ASIA)، فقد كان تأثيرها على قدرته على الحركة شديدًا. وبالرغم من خضوعه لبرنامجين مكثفين لإعادة التأهيل بعد الحادث، ظل المريض غير قادر على الوقوف أو المشي. أظهرت الفحوصات وجود ضرر في جذور الأعصاب التي تربط الحبل الشوكي بعضلات الساق (L4–S1)، مما يُشير إلى أن الإصابة طالت كلًّا من الجهاز العصبي المركزي والطرفي - مما جعل الحالة من أكثر الحالات صعوبة في العلاج، إذ نادرًا ما تنجح العلاجات التقليدية عندما تتضرر الدوائر العصبية على عدة مستويات. ومن أجل منحه فرصة جديدة، تم إدراج المريض في التجربة السريرية "Neuro-SCS-001"، والتي تقيّم تأثيرات التحفيز الكهربائي فوق الجافية عند دمجه مع برنامج إعادة تأهيل مُصمم خصيصًا له.

أوضح البروفيسور Pietro Mortini: "قمنا بزرع نظام تحفيز شوكي يحتوي على 32 قطبًا كهربائيًا بين الفقرتين T11 وL1". "وبمجرد تفعيل النظام، أعاد التحفيز تنشيط الدوائر العصبية المتبقية، لا سيما تلك التي تتحكم في عضلات الجذع وثني الورك - وهما عنصران أساسيان لاستعادة القدرة على الوقوف والمشي. وبعد مرحلة المعايرة الأولية، خضع المريض لبرنامج إعادة تأهيل مبتكرٍ يدمج تمارين الواقع الافتراضي باستخدام رد الفعل الحسي والحركي".

=